30 مايو 2013

شبح الأوبرا

إعداد : كمال غزال
رواية للكاتب الفرنسي (غاستون ليروكس) حملت عنوان " شبح الأوبرا" Le Fantôme de l'Opéra ، ونشرت لأول مرة على شكل سلسلة في عام 1909 ، وأدى نجاحها الكبير إلى إنتاج أفلام مستوحاة منها ، يقول الكاتب (غاستون ليروكس) أن شخصية (إريك) المشار إليه بـ "شبح الاوبرا" هي في الواقع شخصية فعلية .


في البداية يقدم لنا الكاتب  " كريستين داييه " التي كان أبوها عازف كمان ويجوب أنحاء أوروبا ليعزف الموسيقى التراثية والدينية، وحينما تكون كريستين في السادسة من عمرها تموت أمها ، ومن ثم ينتقل أبوها إلى أرياف فرنسا ليكون مع مديره البروفسور (فاليريوس).

خلال طفولة كريستين يروي لها أبوها قصص عديدة عن "ملاك الموسيقى" الذي هو تجسيد للوحي الموسيقي ، وتقابل كريستين الشاب (راؤول) وهو أحد النبلاء وصديق طفولتها، وتكون قصتهما المفضلة هي قصة لوتيه الصغيرة التي يزورها ملاك الموسيقى ويستحوذ على صوتها السماوي.

يموت والد كريستين فتعيش مع السيدة فاليريوس التي تعتبرها بمثابة أمها وهي أرملة السيد (فاليريوس) الذي كان يساعد أبيها بالمال ، وتتمكن كريستين في النهاية من الحصول على مكان لها في جوقة أوبرا باريس Palais Garnier ،  وتبدأ هناك بسماع صوت غريب يغني لها ويحادثها ، فتعتقد أنه لا بد أن يكون هو "ملاك الموسيقى" وتسأله إن كان هو ، ويأتيها رده بالموافقة ، ومن ثم يعرض عليها أن يعلمها " شيئاًُ عن موسيقى السماء"،  والصوت هو صوت (إريك) عبقري الموسيقى لكنه مشوه الوجه ومضطرب نفسياً وكان أحد المهندسين المعماريين الذين ساهموا في بناء دارالأوبرا ، فيقع  في حب (كريستين)،  وقد درج على إبتزاز المال من إدارة الأوبرا لسنين عدة وأصبح يعرف أيضاً بـ "شبح الأوبرا" بين المقيمين فيها.

غلاف الرواية - 1920
تبدع كريستين صادحة في ليلة حفل تقاعد مدير الأوبرا وذلك خلال غياب المغنية الأولى (كارلوتا)التي كانت مريضة ، فيسمعها صديق طفولتها (راؤول) ويتذكر حبه لها، ومن ثم يسمع "ملاك الموسيقى" يتحدث معها.

وبعد فترة تقيم أوبرا باريس مسرحية "فاوست" وتكون (كارلوتا) السيدة الأولى فيها لكن هذا كان ضد رغبة (إريك) ، ورداً على رفضهم لإبقاء الحجرة رقم 5 شاغرة له لـ "شبح الأوبرا" يجعل (كارلوتا) تخسر صوتها وتنهار الثريا الضخمة المعلقة على الجمهور.

بعد حادثة سقوط الثريا يقوم (إريك)باختطاف (كريستين) إلى منزله الكائن في الأقبية تحت أرض دار الأوبرا وهناك يكشف لها عن هويته الحقيقية ، وكانت خطته أن يبقيها معه لعدة أيام فقط ، آملاً أن تعود إليه حباً بعد ذلك ،  وتجد (كريستين) نفسها متعلقة بخاطفها ، لكنها تجعله يغير من خطته حينما تقوم برفع القناع الذي يغطي به وجهه المشوه الي يوصف بأنه كـ "جثة متعفنة" ، فيصاب الإثنان بالصدمة ، ويغطي (إريك) وجهه بسرعة ويصاب بجنون ويصرخ ، ويخشى أن تتركه كريستين ، فيقرر إبقاءها معه إلى الأبد ،  لكن بعد أسبوعين وحينما تطلب منه كريستين فك أسرها يوافق لكن بشرط وهو أن تبقى تلبس خاتمه بإصبعها وتحافظ على إخلاصها له.

وفوق قبة الأوبرا تخبر (كريستين) صديقها (راؤول) عن (إريك) الذي أخذها إلى الأقبية  ، فيعدها (راؤول) بأن يبعدها عنه فلا يعرف (إريك ) مكانها حتى لو قاومت ذلك ، وتوافق (كريستين) ، كما يخبرها  (راؤول) بضرورة الإلتزام بكل ما يضمن تنفيذ وعده لها في اليوم التالي ، إلا أن (كريستين) تشفق على (إريك) فتقرر الذهاب إليه لتغني له للمرة الأخيرة ومن ثم تفارقه ،  ثم تدرك كريستين أن الخاتم انزلق من إصبعها وسقط في الأزقة في مكان ما فتصبح مذعورة ، ويغادر الإثنان من غير أن  يعلما بأن  (إريك) كان يستمع إلى حديثهما ، فيشعر (إريك) بجرح كبير ، ويقوده جنون الغيرة إلى إرهاب أي شخص يقف في طريقه أو في طريق نجاح مشوار غناء كريستين بمن فيهم القائمون على الأوبرا واستمر ذلك لأسبوع.

وفي الليلة التالية ، يقوم (أريك) باختطاف (كريستين) خلال عرض مسرحية "فاوست" وذلك بعد أن يقوم بنثر الغاز المخدر على العاملين في الكواليس وإطفاء الأنوار في المسرح ويكون انتهى من اختطافها قبل أن تعود الأضواء .

وبالعودة إلى الأقبية ، يجبر (أريك) كريستين على الزواج منه ، ويهددها في حال رفضها بتدمير دار الأوبرا بأكمله مستخدماً متفجرات يزرعها في الأقبية ليقتل كل شخص يقف على أرض المسرح في الأعلى ، لكن (كريستين) تستمر بالرفض إلى أن تدرك أن (راؤول) وشخص يلقب بـ "الفارسي" وهو من معارف (أريك ) القدامى  أتيا لإنقاذها فوقعا في حجرة (إريك) للتعذيب.

ومن أجل إنقاذهم وإنقاذ الناس في الأعلى توافق (كريستين) على الزواج من (إريك)،  في البداية يحاول (إريك) إغراق (راؤول) و(الفارسي) في المياه المستخدمة لغمر المتفجرات مبرراً ذلك بأنها لا تحتاج إلى آخر ، لكن (كريستين) تتوسل إلى (إريك) وتطلب منه أن تكون "زوجته الحية " ووعدته بأنها لن تنهي حياتها بعد أن تصبح عروسه ،  فيقوم (إريك) بإنقاذ الفارسي و (راؤول) من حجرة التعذيب.

وعندما ينفرد (إريك) بـ (كريستين) يرفع عنه قناعه قليلاً لكي يقبلها على جبينها ، وتسمح له (كريستين) بذلك ،  ثم تطغى المشاعر الجياشة على قلب (إريك) ويعترف لـ (كريستين) بأمر وهو أنه لم يتلقى أي قبلة من أي أحد في حياته كما لم يسمح له بتقيبل أحد ، حتى أمه . ثم ترد عليه (كريستين) بقبلة ، ثم يدع (كريستين) تذهب ويخبرها : " اذهبي وتزوجي من الصبي ، ولا داعي لأن تشرحي ، أعلم أنك تعشقينه  " ،  ثم تغادر (كريستين) بشرط أنه حينما يموت (إريك) فإنها ستعود إليه لتدفنه.

ولكونه من معارفه القدامى يعلم الفارسي كل أسرار (إريك) التي باح إليه بها بنفسه،  وبناء على طلب صريح من (إريك) يعلن الفارسي عن موت (إريك) في صحيفة الأخبار بعد مضي 3 أسابيع ،  وفي أسباب الوفاة تكتب الصحيفة  " قلب جريح "،  ثم تعود (كريستين) لتدفن (إريك) وتعيد خاتمه إلى اصبعه.

أعمال فنية
في عام 1986 وضع  (تشارلز هارت) كلمات لأغنية من وحي رواية "شبح الاوبرا" وحملت نفس الاسم،  ولحن  (أندريه لويد ويبر ) موسيقاها الرائعة وأبدع في تقديمها كمسرحية غنائية في دار أوبرا لندن  ، وفي أكتوبر من عام 2011 احتفل بالذكرى السنوية الـ 25 على توالي عرضها  في مسرح (رويال ألبرت هول) وحضرها العديد من مغنيي الأوبرا الشهيرين أمثال (سارة برايتمان).

في عام 2004 جرى عرض فيلم "شبح الاوبرا" The Phantom of Opera من إخراج (جول شوماخر) وهو يستند  إلى رواية (غاستون ليروكس)،  ومنه أنتج فيديو كليب نترككم معه :


إقرأ أيضاً ...
- مسارح "مسكونة "
- أشباح مسرح موهوك
- صفقة فاوست : وهب النفس للشيطان

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .